مايكل سالا ربما يكون هذا الاسم غير معروف للكثيرين، لكنه قد آثار الجدل في الولايات المتحدة بعد أن تحدث في بعض كتبه وأوراقه البحثية عن واحدة من أكثر نظريات المؤامرة التي أثارت ضجة وجدلًا كبيرًا ولاقت رواجًا في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وهي نظرية وجود كائنات أخرى تعيش معنا في هذا العالم، والأهم من ذلك لقد شرح في ورقته لقاء الرئيس الأمريكي أيزنهاور مع تلك الكائنات للتوقيع على معاهدة بين الولايات المتحدة وبين تلك الكائنات الذي اتفق أصحاب النظرية على تسميتهم بالرماديين .
من هو مايكل سالا
شغل الدكتور مايكل سالا مناصب أكاديمية في كلية الخدمة الدولية ، الجامعة الأمريكية ، واشنطن العاصمة (1996-2001) ، وقسم العلوم السياسية ، الجامعة الوطنية الأسترالية ، كانبيرا ، أستراليا (1994-1996)، وقام بالتدريس كعضو هيئة تدريس مساعد في جامعة جورج واشنطن ، واشنطن العاصمة ، في عام 2002. وهو حاليًا يبحث في أساليب السلام التحويلي كباحث مقيم في مركز السلام العالمي (2001-2004) ويدير برنامج سفير السلام بالمركز التي تستخدم تقنيات السلام التحويلية للتمكين الذاتي للفرد،وهو حاصل على دكتوراه في الحكومة من جامعة كوينزلاند ، أستراليا ، وماجستير في الفلسفة من جامعة ملبورن ، أستراليا.
وكان من بين أعمال سالا ورقة بحثية نشرها عام 2004م تحمل عنوان لقاء أيزنهاور مع كائنات فضائية، وقد اعتمد سالا في تلك الورقة على سرد شهادة أربعة ممن تبنوا تلك النظرية في حينها، وادعوا أنهم اتجهوا إلى قاعدة إدواردرز الجوية للقاء الرئيس ايزنهاور وأن الجميع هناك كان يشعر بالذعر لأن العالم كما نعرفه قد انتهى وأن الرئيس سيخرج في خلال أسبوع للإعلان عن التفاصيل (وهو ما لم يحدث بالطبع).
ما هي اتفاقية جريادا
شرح سالا بالتفصيل رحلة الرئيس ايزنهاور للقاء الفضائيين في عام 1954م ، لكننا لا نعرف كيف حصل سالا على تلك التفاصيل الدقيقة عن حركة رئيس أكبر دولة في العالم، بعد مرور أربعين عام على ذهابه في رحلة سرية كما ذكر سالا بنفسه.
ويقول سالا في ورقته أنه في الساعات الأولى من ليلة 20 نوفمبر 1954م أثناء ذهاب الرئيس لقضاء إجازة في بالم سبرينجز بكاليفورنيا اختفى وزعم أنه قد انتقل إلى قاعدة إدواردز الجوية لحضور اجتماع سري، وفي اليوم التالي الذي ظهر فيه الرئيس في قداس الكنيسة بلوس أنجلوس، قيل للصحفيين أنه شعر بألم طاريء في أسنانه في الليلة السابقة وخضع للعلاج على يد طبيب محلي ، وفي إحدى المناسبات في مساء هذا اليوم قدم رجل وتم تقديمه للحضور على أنه طبيب الأسنان الذي عالج الرئيس.
ويقول سالا أن تلك الليلة كانت تغطية على لقاء أيزنهاور الأول مع الفضائيين والتي كانت بداية سلسلة من الاجتماعات أدت إلى التوقيع في النهاية على معاهدة جريادا.
ويذكر سالا في ورقته عدة أدلة أدت لهذا الاستنتاج ، وهذه الأدلة تشمل أولاً ، تم الإعلان عن إجازة الرئيس بشكل مفاجئ ، وجاءت بعد أقل من أسبوع من إجازته صيد السمان في جورجيا، ووفقًا للباحث UFO ، William Moore ، كان كل هذا غير عادي تمامًا وأشار إلى أن زيارة بالم سبرينج التي تستغرق أسبوعًا كاملًا أكثر من مجرد عطلة بسيطة.
وثانياً أنه في ليلة السبت 20 فبراير 1954 ، اختفى الرئيس أيزنهاور مما أثار تكهنات الصحافة بأنه أصيب بالمرض أو حتى مات، وفي مؤتمر صحفي عقد على عجل ، أعلن السكرتير الصحفي لأيزنهاور أن أيزنهاور فقد غطاء أسنانه أثناء تناول الدجاج المقلي وكان لابد من نقله إلى طبيب أسنان محلي، وتم تقديم طبيب أسنان محلي في مناسبة رسمية يوم الأحد 21 فبراير ، بصفته طبيب الأسنان الذي عالج الرئيس، ويرى سالا أن زيارة طبيب الأسنان كانت تستخدم كقصة تغطية لمكان أيزنهاور الحقيقي.
وكان من بين الأشخاص الذين شرحوا تفاصيل اللقاء الأول للرئيس الأمريكي مع الفضائيين ويليام كوبر والذي خدم في فريق المخابرات البحرية لقائد أسطول المحيط الهادئ بين عامي 1970م و 1973م وادعى أن بإمكانه الوصول إلى المستندات السرية نظرًا لطبيعة وظيفته.
وقد ذكر كوبر أنه “في عام 1953 ، اكتشف علماء الفلك أجسامًا كبيرة في الفضاء كانت تتحرك باتجاه الأرض، وكان يعتقد في البداية أنها كويكبات. وأثبتت الأدلة اللاحقة أن هذه الأجسام لا يمكن أن تكون سوى سفن فضائية، وأن مشروع سيجما اعترض الاتصالات اللاسلكية لهؤلاء الفضائيين وعندما وصلت الأجسام للأرض اتخذت مسارًا عاليًا جدًا حول خط الاستواء.
وأن هؤلاء الفضائيين اتصلوا بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحذروها من أن البشر على وشك قتل بعضهم البعض وطلبوا من الحكومة الأمريكية التوقف عن تلويث الأرض واغتصاب مواردها الطبيعية وطلبوا تدمير جميع الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة كشرط رئيسي للتفاوض وأنهم لن يقدموا أي مساعدة تقنية للبشر قبل تنفيذ هذا الشرط، وهو الذي قبل بالرفض من قبل حكومة الولايات المتحدة.
ويدعي كوبر أن اللقاء الأول بين الرماديون والرئيس تم في قاعدة هومستيد الجوية بفلوريدا وليس قاعدة إدواردز كما ذكر الأخرين.
نصوص معاهدة جريادا
وبالرغم من التناقضات الكبيرة بين الروايتين، إلا أنهم اتفقوا على أن الولايات المتحدة في النهاية وقعت اتفاقية مع الرماديون الذين أتوا من كوكب يحتضر إلى الأرض، وهذه الاتفاقية تسمى جريادا، ومن نصوصها:
- عدم تدخل الرماديين في شئوننا أو تدخلنا في شئونهم.
- تحافظ الولايات المتحدة على وجودهم على الأرض سرًا.
- أن يزود الرماديين الولايات المتحدة بتكنولوجيا متقدمة.
- أن لا يعقد الرماديين معاهدة جريادا أخرى مع أي دولة أخرى في العالم.
- يمكن للرماديين اختطاف البشر لغرض الفحص الطبي ومراقبة تطورنا لكن بشكل محدود ودوري وبشرط عدم تعريض البشر لأي أذى وسوف يعيدوهم لنقطة الاختطاف دون أن يحتفظوا بأي ذكرى لعملية الاختطاف.[1]
من بين أكثر الأشخاص الذين دافعوا عن وجود معاهدة جريادا كان المهندس فيليب شنايدر والذي ادعى لاحقًا أنه اكتشف قاعدة دولسي التي بنتها الولايات المتحدة الأمريكية للرماديين تحت الأرض والذين أطلق عليهم سكان جوف الارض، وقد تحدث شنايدر في بداية تسعينيات القرن العشرين عن تلك النظرية وروج لها بشكل كبير، لكنه ذكر أن المعاهدة كانت تتضمن أن يأخذ الرماديين عدد قليل من الأبقا واختبار تقنيات الزراعة الخاصة بهم على عدد قليل من البشر.
وأيضًا من الأشخاص الذين ادعوا علمهم بتلك المعاهدة الدكتور مايكل وولف والذي خدم في لجان صنع السياسات المختلفة والمسئول عن شئون الفضاء لمدة 25 عامًا والذي ادعى أيضًا أن إدارة الرئيس ايزنهاور قد دخلت بالمخالفة لدستور الولايات المتحدة في معاهدة مع عرق من الفضائيين، وأن التوقيع على المعاهدة تم بعد ممارسة نوع من الإكراه من قبل الفضائيين.
وكما هو واضحمن ورقة ماسالا البحثية، فإن كل من ادعى أنه اطلع على وثائق تخص المعاهدة قد ذكر رواية مختلفة عن الأخر،وبالطبع فإن الرئيس الذي خدم في فترة تلت نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة بين الدول الكبرى كان من الضروري أن يعقد اجتماعات سرية في تلك الفترة كنها ليست بالضرورة أن تكون مع كائنات من خارج الكوكب.