كيفية التعامل مع شخص يكذب عليك
هناك الكثير منا تعرضوا للكذب من قبل العديد من الأشخاص، حيث أنك عندما تمسك بشخص ما في كذبة يصبح الأمر مؤلماً، تشعر حينها بأن عدة مشاعر تبدأ في الظهور بداخلك، منها الغضب والصدمة والاستياء وخيبة الأمل والحزن، فحينها ترى أنك تعرضت للإهانة وربما تذهب إلى أبعد من ذلك لتقول إنك تشعر بالانتهاك، وهو انتهاك لثقتكم، حيث إن العدالة العملية والعاطفية التي تراكمت بينك وبين الجاني لا قيمة لها، فعندما يقع الشخص في ذلك الأمر فهو يتسائل عن عدة أسئلة يصعب الإجابة عليها، وستختلف الإجابات من شخص لآخر.
ولكن يجب عليك إدراك أن أصدقائك وحتى زملائك في العمل يمكن أن يكذبون عليك، وهي حقيقة يصعب تقبلها، ولكن يكمن التحدي الحقيقي في كيفية ردك بمجرد القبض على شخص متلبساً، وعلى الرغم من أن معظم الناس يكذبون كثيراً، أي ما يقرب من مرتين إلى ثلاث مرات خلال محادثة مدتها عشر دقائق، كما تظهر الدراسات إلا أن لا يمكن معرفة أنهم يكذبون كثيراً كما تعتقد، حيث قام باحثون من جامعة كاليفورنيا بتحليل نتائج 253 دراسة ووجدوا أننا اكتشفنا فقط نصف الأكاذيب التي قيلت لنا (53% على وجه الدقة).
وعندما تمسك بشخص يكذب عليك يكون لديك إحساس مزعج بأنك تتعرض للكذب ولكنك لست متأكداً ولا تريد أن تظهر على أنك مصاب بجنون العظمة أو اتهامي، وفي ذلك الوقت تتساءل في ذهنك عدة تساؤلات منها، ماذا تفعل بالكذب؟ إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما يكذب عليك، فهل تناديهم بذلك؟ هل تخبر شخص آخر؟ أم أنك فقط تتماشى مع بعضها البعض، ولكن هناك بالفعل العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها، ويعتمد الخيار الصحيح أو المجموعة الصحيحة على الموقف.[1]
ولكن يجب عليك عند مقابلة موقف مثل هذا أن تتأكد أولاً من فهمك للقواعد قبل أن تقرر مسار الإجراء الذي يجب اتخاذه، حيث أنه إذا كنت ستنادي شخصاً ما فأنت بحاجة إلى معرفة ما الذي تحصل عليه، ومعرف مدى خطورة عواقب الكذب ، وتأكد من اتباع البروتوكول المناسب لمعالجته، وإلا فقد يأتي الأمر بنتائج عكسية عليك، ويجب عليك اتباع عدة خطوات وهي:
- عدم فعل أي شيء والبقاء صامتاً
لا أحد يحب أن يُكذب عليه، ورد الفعل الطبيعي هو إخراج الكذاب، لكن هذا ليس دائماً أذكى شيء يمكن فعله، خاصة في العمل قبل أن تفعل أي شيء، اسأل نفسك أولاً “ما هي المخاطر؟”، ويجب أن توازن بعناية بين الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ أي إجراء، حيث يجب أن يعرف الكذبة والآثار المترتبة عليها بالنسبة للشركة أو مكان العمل في بعض الأحيان فإن العداوة التي تتجنبها بالبقاء صامتاً تستحق أكثر من الرضا الذي تتلقاه من التحدث علانية، وفي أحيان أخرى تكون الكذبة خطيرة بما يكفي لدرجة أن الناس يجب أن يعرفوها.
- الانحراف بروح الدعابة
بعض الأكاذيب أكبر من أن نتجاهلها تماماً لكنها صغيرة جداً بحيث لا يمكن تحقيق قدر كبير منها، عندما يحدث هذا يمكنك دائماً أن تمزح، فعادةً ما تؤدي التعليقات المرحة التي تقر بالكذب إلى الحيلة سواء كان الأمر “مرحباً، أعتقد أنني رأيت أنفك ينمو قليلاً”، وغيرها، وتمنح هذه الاستراتيجية الكاذب فرصة للاعتراف بخطئه دون خوف من الانتقام، ولكن المفتاح لإنجاح هذا التكتيك هو إعطاء الانطباع بأن الشخص الآخر كان يمزح أو يبالغ عمداً ولا يتوقع أبداً تصديقه.
- التظاهر بالغباء وعدم معرفة شئ
وهي طريقة مناسبة بشكل خاص لإعدادات المجموعة، وفيها تفترض أنك عانيت فجأة من فقدان الذاكرة أو أنك مرتبك بشأن الحقائق، واسأل الكثير من أسئلة المتابعة كلما طلبت المزيد من التفاصيل، زادت احتمالية ظهور الحقيقة، فحينها يعطي الكاذب فرصة للاعتراف بأنه “أخطأ في اللفظ” ويصحح نفسه دون أن يُطلق عليه لقب كاذب.
- حماية نفسك من الكاذب
سواء قررت أن تطلق كذبة أو تتركها، بمجرد أن تعرف أنك تتعامل مع كاذب فمن الضروري أن تتخذ خطوات لحماية نفسك، وهناك طريقة واحدة للقيام بذلك هي أن يكون لديك شاهد يشهد على ما قاله الكذاب، وإذا تعذر ذلك تفاعل مع الكذاب عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، وكلاهما ينشئ سجلاً مكتوباً على الرغم من أنك إذا كنت تتعامل مع كذاب ذكي بشكل خاص، فلن يلتزموا بأي شيء كتابياً، أو يمكن تسجيل مكالمة هاتفية أو بأي طريقة أخرى لإثبات الأمر وحماية نفسك لأي موقف يجب أن تدافع عن نفسك فيه.
- مواجهة الكاذب
في المواقف التي لا يكون فيها عدم فعل أي شيء خياراً جيداً، يمكنك حينها استدعاء الكاذب، ولكن كل ما تحتاجه فقط هو التفكير في أفضل طريقة للقيام بذلك، ولا يعد ضربهم باندفاع خطوة ذكية أبداً، حيث أنك قد تختار إجراء محادثة مع الكذاب على انفراد أو مع الآخرين الذين تؤثر عليهم الكذبة، في كلتا الحالتين من المهم أن يكون لديك دليل يدعم ادعائك أو قد يُطلق عليك كاذباً، فقط تأكد من أنك صادق ومباشر مع الشخص الذي كذب، ولا يجب عليك أن تذهب إلى الآخرين بالكذب عندما تعلم أنه من الأفضل التعامل مع الموقف بشكل خاص بينك وبين الكاذب.
هناك العديد من الأوقات التي يكون فيها الإبلاغ عن الكذب هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله من الناحية الأخلاقية والعملية، وفي بعض الأحيان قد يكلفك عدم الإبلاغ عن كذبة وظيفتك، ومع ذلك هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى التفكير فيها قبل اتخاذ هذه الخطوة، أولاً يجب أن تسأل عن دوافعك، هل تفكر في إخبار شخص ما بالكذبة بدافع القلق من تعرض موظف آخر أو الشركة للأذى، أم أنك مجنون فقط؟ إذا كان الأمر كذلك فأنت تخاطر بجعل نفسك تافهاً، إذا كانت الأولى التزم بالحقائق ولا تقدم أي فرضيات حول سبب كذب الشخص لأن هذا مجرد افتراض من جانبك، التزم بما قاله الشخص والحقيقة وأي دليل جمعته.
- جمع كل ما سبق معاً
بعض الناس يكذبون بشكل غير متكرر ليجعلوا أنفسهم بمظهر جيد أو لحماية أنفسهم، حيث أنهم قد فعلوا ذلك طوال حياتهم المهنية، وهم جيدون في ذلك وتعلموا كيفية تجنب الوقوع، لهذا السبب لا يوجد حل واحد يعمل في كل موقف، ولكن أفضل ما يمكنك فعله هو التفكير بعناية في خياراتك، والتفكير في إيجابيات وسلبيات كل إجراء سوف تقوم بإتخاذه.[2]
ماذا تفعل قبل التعامل مع شخص كاذب
قبل أن تبدأ في التخطيط لأفضل طريقة لمواجهة الكذب، عليك إلقاء نظرة أشمل على الأشياء، مثل:
- تقييم الموقف والسياق
الكذبة لا تُقال في عزلة تامة، حيث أنه سيكون لدى أي شخص ما سبب للكذب، حتى لو كانت هذه الأسباب قد لا تبدو معقولة جداً، وبقدر ما قد لا نرغب في الاعتراف بذلك، فإننا جميعاً نكذب إلى حد كبير كل يوم في حياتنا، هذه الأكاذيب البيضاء الصغيرة مؤسفة لكنها جزء عام من التفاعل الاجتماعي والتعرف على شخص ما، ويمكنك أن تعيش حياتك بأمانة صريحة ووحشية لكن قد تجد أن هذا النهج يزعج البعض ويدفع الناس بعيداً.
ولكن لا يمكن التغاضي عن تلك الكذبات باعتبارها مجرد آداب اجتماعية، لذا لمعرفة أفضل السبل للرد عليها يجب علينا أولاً طرح عدد من الأسئلة مثل (من كذب؟، ولماذا، وغيرها)، ولكن هذا لا يعني أن هناك دائماً نية أو سبب خبيث، ولكن أيضاً هناك نوع آخر من الكذب ليس من السهل التغاضي عنه أو التسامح معه.
- معرفة سبب الكذب
هل هي للدفاع عن النفس؟ حيث يكذب الكثير من الناس لأنهم يريدون حماية أنفسهم من المواقف غير السارة أو الصراع، فعلى سبيل المثال يكذب الأطفال الصغار للتأكد من عدم وقوعهم في المشاكل و لتجنب العواقب أو العقوبة غير السارة. الكبار يفعلون نفس الشيء، ويكذب الكثير من الناس لأنهم يعرفون أنهم فعلوا شيئاً من شأنه أن يغضب الشخص الآخر، أو للهروب من العقاب أو لتجنب الشجار، حيث أنه ربما لم يرتكب الشخص أي خطأ لكنه يفضل ألا يضطر إلى تبرير أو شرح أو مواجهة الزوج الغاضب.
أم هي لتجنب المشاعر المؤلمة والسيئة، حيث أن بعض الناس الذين يكذبون غالباً ما يفعلون ذلك بنية حسنة، فنحن نطلق على هذه “الأكاذيب البيضاء” لأنها أكاذيب تحدث عندما يريد الشخص تجنب التسبب في الألم لشخص آخر، فعلى سبيل المثال قد يكذب الزوج لتجنيب زوجته مشاعر الحزن أو قد يكذب الأب لتجنب دموع طفلة، حيث يمكن أن ترتدي فستاناً ويقول إنه رائع وهو ليس كذلك أو أن ترسم الطفلة رسمه سيئة ويقول لها الأب أنها جميلة حتى لا يسبب لها ألم في المشاعر، أو الكذب بسبب الرغبة في عدم إفشاء السر، أو لتقديم صورة جيدة عن شيء أو شخص، أو حتى يكون محبوباً، ويمكن أن يكون يكذب للتلاعب بالآخرين.[3]
كيف تتعامل مع حبيب كذاب و مخادع
- اكتشف كيف يخدعك.
- تأكد من الخداع قبل أن تفعل أي شيء.
- حاول إيجاد أصل المشكلة.
- قرر ما إذا كنت تريد المغادرة أو التحدث مع الشخص أو الشريك المخادع.
- تواصل مع حبيبك المخادع.
- احصل على مساعدة مهنية لحل تلك المشكلة.
- طلب الدعم والمساعدة من أشخاص تحبهم محل ثقة.
- لا تدع ذلك يعيق المستقبل.[4]
علامات تشير إلى شخص كاذب
- يميل الأشخاص الذين يكذبون إلى تغيير وضع رأسهم بسرعة.
- يمكن أن يتغير تنفسهم أيضاً.
- يميلون إلى الوقوف في حالة ثبات شديد.
- قد يكررون كلمات أو عبارات.
- يمكن أن يقدمون الكثير من المعلومات.
- قد يلمسون أو يغطون أفواههم أو وجوههم.
- قد يميلون إلى تغطية أجزاء الجسم الضعيفة.
- يميلون إلى خلط أقدامهم.
- يتعثرون كثيراً في حديثهم.
- يحدق بك دون أن يرمش كثيراً.[5]